سارت الاقاويل عن دور القرفة فى مايعرف
شعبيا ومرفوض علميا وطبيا وهو تسييح
الدهون وبدأ الكلام عن ملعقة قرفة يوميا
لتزيد الحرق وتناقل الناس هذه الاقاويل
وصدقوها وبدأوا فى تنفيذها !!!
نحن فى الطب لا نتحدث الا بالمعلومة
المثبتة بدليل اى بابحاث علمية منشورة فى
مجلات علمية لها ايمباكت فاكتور اى وزن
المجلة فى مجال تخصصها ....وفى هذا المقال
اتعرض لما يقال عن القرفة وهل هناك
اثباتات علمية عن هذه الاقاويل
اولا تعتبر القرفة نوع من انواع التوابل
والتى تستخدم كمنكهات للاطعمة والتى
تستخرج من الغطاء الخارجى لعدة اشجار
والتى تعرف بسينامومم والتى تستخدم
كمقبلات ذات الطعم اللاذع ...وكلمة القرفة
بالغة الانجليزية هى سينامون بدأ تداولها
فى القرن الخامس عشر من اللغة الاتينية
تحت مسمى كينامون وهناك اربعة انواع من
القرفة :
- سينامون كاسيا او القرفة الصينية
- سيلون سينامون او سينامومم فيرم او القرفة السيريلانكية
- سيناموم لاويروى او القرفة الفيتنامية
- سينامون بيرمانى او القرفة الاندنوسية
وبالمقارنة بين انواع القرفة نجد ان
القرفة السيريلانكية تمتاز بانها ذات لون
بنى فاتح هشة سهلة التفتت وذات رائحة
عطرية اما القرفة الصينية فهى تمتاز بانها
ذات لون احمر يميل الى البنى ولاذعة فى
رائحتها عن القرفة السيريلانكية ولكنها
تحتوى على مادة الكومارين الضارة للكبد
اكثر من القرفة السيريلانكية
وفى مصر تم تصديريها من الصين 2000 سنة
قبل الميلاد اما الانتاج العالمى للقرفة
فيمثل حوالى 27500 الى 35000 طن تمثل فيها
القرفة الحقيقية سينامومم فيرم حوالة 7500
الى 10000 طن وتعتبر سيريلانكا المصدر
الرئيسى ل80-90% من الانتاج العالمى
للقرفة
ونأتى الى استعمالات القرفة الحقيقية
والدارجة فى العالم وهى اصلا تعتير توابل
تضاف الى الاطعمة لتعطى مذاقا لاذعا
فتستخدم فى صناعة الشيكولاته والحلويات
المختلفة وتضاف الى اطباق الدجاج واللحوم
ويمكن ان تضاف الى الحبوب والتوست وهى
معرفة كمكون اساسى للمطبخ الايرانى كما
تستعمل ايضا فى الشروبات الكحولية
وقد شاع الحديث وكثر الكلام وسارت
الاقاويل عن ما يعرف شعبيا وليس علميا
(بتسييح الدهون ) ودور القرفة المزعوم فى
هذا المجال ....بادئ ذى بدء لا يوجد شئ
اسمه تسييح الدهون فالدهون لا تسيح انما
تؤكسد لتخرج منها طاقة حرارية او طاقة
فاعلة للجسم ....ولنستعرض دور القرفة
المدروس والمتفق عليه علميا وهل هناك اى
علاقة بين القرفة والدهون
وبالبحث فى البوب ميد وهى الوسيلة العلمية
الاشهر للبحث عن الدراسات المنشورة فى
المجلات العلمية التى يتم مراجعتها بشكل
علمى حقيقى نجد ان الدراسات المنشورة عن
القرفة هى فقط دورها فى تنظيم عمل
الانسولين داخل الجسم ولا يوجد علاقة من
قريب او بعيد باكسدة الدهون او زيادة معدل
الاحتراق الرئيسى...والدراسات الاساسية
تركز على دور القرفة لمرضى السكر او تسأل
هل القرفة تساعجد مريض السكر ام لا؟
ولنبدأ بالدراسة المنشورة فى مجلة التغذية
الاكلينيكية 2012 واتى استعرضت سته دراسات
على اكثر من 400 مريض سكر لتدرس تأثير
القرفة بنسب تتراوح بين 1 الى 6 جم يوميا
على السكر التراكمى والسكر الصائم وقدخلصت
هذه الدراسات الى ان التحسن فى السكر
التراكمى حدث بنسبة0.09 % وكذلك السكر
الصائم وهى نسبة احصائيا تعتبر مميزة
ووجدت الدراسة ان القرفة بهذه النسب تؤدى
الى تحسين حساسية الجسم للانسولين مما
يجعل الانسولين يعمل بشكل افضل وبالتالى
ينتظم عمل السكر ومما سبق نجد ان التحسن
الذى اثبتته هذه الدراسة ليس بنسب مؤثرة
علاجيا ولكنها مميزة احصائيا وايضا هذه
الدراسات لم تتعامل مع منظومة الاطعمة
المعطاة لكل مريض وممارسته للنشاط الرياضى
ومعدلان نومه واستيقاظه ..ومن ثم فهناك
تساؤلات تحيط بها
وبحث آخر نشر فى 2011 بمجلة الاطعمة
العلاجية استعرض عدة دراسات عن عمل القرفة
وتأثيرها على السكر فوجد تحسن نسبة السكر
الصائم 8.6 مج فى نسبة السكر الصائم اى من
120 الى 112 مجم اما الدراسة المنشورة
بمجلة التغذية عام 2013 والتى درست تأثير
القرفة على الضغط لمرضى السكر فوجدت ان
القرفة قد تؤدى الى انخفاض الضغط ولكن
بشكل محددود ودعت الى دراسات اكبر قبل
التوصية باستعمال القرفة لخفض الضغط لمرضى
السكر
اما الدراسة المنشورة بمجلة طب الاسرة عام
2013 والتى راجعت دراسات عديدة عن تاثير
القرفىة على مرض السكر فخلصت ان القرفة قد
تؤدى الى انخفاض السكر الصائم ولكن لا
تؤثر على السكر التراكمى على عكس دراسة
سبق ان عرضتها وانتهت هذه الدراسة ايضا
انه لا يمكن التوصية باستعمال القرفة
لمرضى السكر لصعوبة وعدم وضوح النسب
المطلوبة من القرفة لانقاص السكر
والدراسة المجمعة فى كوشران 2014 خلصت انه
لا يمكن التوصية باستعمال القرفة لمرضى
السكر بناء على ضعف الدراسات فى تحديد
نسبة القرفة وايضا ضعف تأثيرها مقارنة
بالادوية واضف الى ذلك فقدان الدراسات الى
العوامل الاخرى المؤثرة كاسلوب الحياة
كمؤثر رئيسى لمرضى السكر
ومما سبق يتضح انه لا توجد توصية واضحة
باستعمال القرفة لمرضى السكر بشكل ممنهج
وبجرعات دقيقة لان معظم الدراسات حددت
الجرعات ب.5 الى 6 جم يوميا
وهنا نأتى الى ما يشاع عن دور القرفة فى
زيادة عمليات الاحتراق داخل الجسم ....لا
يوجد دراسة واحدة منشورة تكلمت من بعيد او
قريب عن قدرة القرفة على رفع معدلا
الاحتراق التراكمية سواء معدل الاحتراق
الاساسى او الاحتراق المرتبط بتناول
الطعام او انخفاض درجة الحرارة او
الاحتراق المرتبط بمعدلات ممارسة الرياضة
وعم مايشعر به البعض من زيادة الحرارة
عندما يتناول القرفة اقول لهم هو تاثيير
جانبى لتوسيع الشرايين مم يؤدى الى
الاحساس بالحرارة والذى ليس له اى علاقة
بعمليات الاحتراق انما انصح من يحدث له
ذلك مع القرفة الى قياس الضغط ليطمئن الى
عدم هبوطه
وقد يسأل سائل وهل هناك ضرر من الاكثار من
تناول القرفة والاجابة نعم لانه معظم من
يصدق فى القرفة يعانون من زيادة الوزن
وبالتالى معظهم يعانون من ترسيب الدهون
على الكبد ومن ثم فهم الاكثر تعرضا الى
اللآثار الجانبية لمادة الكومارين والتى
تصدرها القرفة الى الكبد مم يؤدى الى
زيادة الضرر على الكبد ..وهناك عدة دراسات
على انواع القرفة التى لا تحتوى على نسب
عالية من الكومارين وآخرها دراسة منشورة
عام 2014 فى مجلة كيمياء زراعة الاطعمة
ووجدت ان الكومارين يقل كثيرا فى القرفة
الاصلية المزروعة فى تايوان وسيريلانكا
عكس القرفة كاسيا من الصين ....وقد خلصت
منظمة سلامة الاطعمة الاوروبية طبقا
لدراسة جامعة ميسيسيبي والمدعومة من منظمة
الاغذية الامريكية الى انه الحد الاعلى
المسموح من تناول الكومارين هو 0.1 مجم
لكل كيلوجرام وزن وسوف اعرض تركيز
الكومارين فى الانواع المختلفة من القرفة
القرفة السيريلانكية او تسمى الحقيقية
تحتوى على اقل نسبة من الكومارين وهو
0.017 جم لكل كيلوجرام قرفة اما القرفة
الاندنوسية فتحتوى على 2.15 جم لكل
كيلوجرام قرفة اوخيرا تبقى النسبة الاعلى
فى القرفة الصينية او الفيتنامية وهى 6.97
جم لكل كيلوجرام قرفة
والسؤال هو كم تحتوى ملعقة القرفى الصغيرة
: تحتوى على 7.8 جم قرفة منهم 6 جم
كربوهيدرات و0.3 جم بروتين ونسب ضئيلة من
الصوديوم والبوتاسيوم ولذلك يجب ان يحذر
منها مرضى الكلى كما ان القرفة تحتوى ايضا
على نسب ضئيلة من الحديد والكالسيوم
والماغنيسيوم
وتبقى النسبة الغير الضارة من القرفة هى
من نصف الى 6 جرام وهى تقريبا مايعادل ملء
ملعقة صغيرة
والسؤال لماذا نتناول القرفة ؟ والاجابة
هى ان القر فة مكون هام جدا فى اعطاء
الطعام نكهة مختلفة حتى يصبح مستساغا
..اما الاوهام المحيطة بالقرفة ادت الى
مشاكل عديدة للانسان عندما حاول ان يتحايل
على العلم ويلجا الى الوهم ...
هذه هى القرفة مالها وماعليها فاتمنى من
الجميع ان يقف عند العلم احتراما لمن يبحث
ويغربل المعلومات الملقاة اليه قبل ان
يصدقها ويقتنع بها
|