يرى البعض أن السمنة هى مجرد زيادة فى الوزن ويتعامل معها ببساطة شديدة
بمجرد ريجيمات ليس لها أى أساس علمى أو بيولوجى مغمضا الطرف عن معضلة
علاقة السمنة بأمراض العصر وسوف أعرض ببساطة هذه العلاقة :
السمنة وإرتفاع الضغط
ثبت علميا أن الخلايا الدهنية تقوم بإفراز مواد بروتينية من شأنها
زيادة إنقباض الشرايين وزيادة إفراز هرمون الألدوستيرون من الغدة جار
الكلوية فيقوم هذا الهرمون بزيادة قدرة الكلى على الإحتفاظ بالأملاح
والسوائل داخل الجسم مما يؤدى إلى زيادة الضغط , كما ثبت زيادة نشاط
الجهاز العصبى مع السمنة مما يؤدى إلى زيادة إنقباض الشرايين وزيادة
ضربات القلب ومع زيادة نشاط الجهاز العصبى يعانى مريض السمنة من عدم
إنخفاض الضغط ليلا خلاف ما يحدث طبيعيا لأى انسان وهو ما يؤدى إلى
إستمرار إرتفاع الضغط أثناء النهار والليل مما قد يؤثر على عمل الكلى
والقلب
السمنة وشرايين القلب
قامت المجلة العلمية الامريكية لأمراض القلب بنشر بحث فى سنة 2005 أثبت
زيادة معدل الإصابة بجلطات القلب لمريض السمنة من 3 إلى 4 أضعاف , كما
قامت المنظمة الامريكية لأمراض القلب بإدخال السمنة سنة 2006 كمؤشر
خطورة رئيسى للإصابة بضيق شرايين القلب وذلك نظرا للمواد التى تفرزها
الخلايا الدهنية والتى تقوم بمنع إذابة الجلطات الصغيرة التى قد تحدث
كما ثبت أن مقاومة الجسم للإنسولين تؤدى إلى تراكم الدهون حول الغشاء
المحيط بالقلب
السمنة والسكر :
يمثل مرض السكر النوع الثانى 90 % من معدل الإصابة بالسكر وبداية من
سنة 2001 الى سنة 2008 تم نشر العديد من الابحاث التى أثبتت علاقة
السمنة بالسكر
إرجع إلى المتلازمة الإحتراقية للتعرف على هذه العلاقة
ويستطيع مريض السكر النوع الثانى أن يتخلص من المرض تماما إذا لم يحدث
ضمور فى خلايا البنكرياس التى تفرز الإنسولين ومن ثم فإن التعامل العلمى
مع السمنة قبل حدوث هذا الضمور يؤدى إلى الشفاء التام من مرض السكر
النوع الثانى المصاحب للسمنة
السمنة وآلام الظهر والمفاصل
عندما نمشى او نصعد الدرج تكون القوى المبذولة على مفصل الفخذ
والركبتين من 2 إلى 4 أضعاف وزن الجسم إذا فلنتخيل ماذا تكون القوى
المبذولة على هذه المفاصل عند زيادة الوزن وبالتالى حدوث خشونة هذه
المفاصل وفى النهاية ضمور غضاريف الركبتين ويبقى الحل النهائى هو تغيير
المفاصل أو عدم الحركة
كما نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا سنة 2002 بزيادة معدلات الاصابة
بخشونة المفاصل 4 أضعاف عندما يزيد مؤشر كتلة الجسم عن 30 ,كما أثبتت
دراسة منشورة سنة 2003 أن أحد الهورمونات التى تفرزها الخلية الدهنية
وهو الليبتين يزيد فى مفاصل مريض السمنة المصاب بضمور الركبتين
السمنة والنقرص
النقرص هو إرتفاع نسبة حمض اليوريك فى الدم مما يؤدى إلى ترسب بلورات
حمض اليوريك على المفاصل وبالذات مفاصل مشط القدم ورسغ اليد والكوع
والركبتين وفى النهاية الترسب فى القلب والكليتين والصمام الأورطى
والعمود الفقرى, وحدوث النقرص لمريض السمنة ليس له علاقة بأكل اللحوم
الحمراء أو الفول أو المشروبات الغازية الداكنة ولكن هى علاقة بالخلل
العضوى الذى أصاب مستقبلات الإنسولين وأصبحت لاتعمل بصورة كاملة أى ما
يسمى بمقاومة الجسم للإنسولين وبالتالى عندما يعانى مريض السمنة من
إرتفاع حمض اليوريك لايكون الحل فى الإمتناع عن اللحوم الحمراء
والبقوليات الداكنة ولكن هى عملية تنظيمية كاملة لإصلاح الخلل
البيولوجى والعضوى الذى أصاب الجسم نتيجة السمنة
|