فلنبدأ بالوهم فى مجال السمنة وهو ما يروج له الكثيرون اما عن لاعلم او خروج عن الممارسة الطبية الصحيحة بايهام الناس ان السمنة يمكن علاجها عن طريق التبريد او الليزر او الموجات الصوتيه او عن طريق الحقن فى الاماكن التى تزيد فيها نسبة الدهون كالبطن والارداف.

للاسف كل ما يقال فى هذا الموضوع هو وهم لاتدعمه اى دراسه علمية معترف بها او اصول طبيه تعلمها طالب كلية الطب فى السنوات الاولى لدراسته عن الحقيقة الكيميائية للدهون وكيفيه التخلص منها ....ولايضاح هذه الحقيقة فلنبدأ برحلة دخول الدهون الى الجسم عن طريق تناول الاطعمة التى تحتوى على احماض دهنية طويلة السلسلة كمنتجات الالبان واللحوم المختلفة او الزيوت والزبدة وما شابهها ، فهضم الدهون يبدأ حقيقة وبنسبة ضئيلة فى المعدة ثم يزداد بوضوح فى الامعاء الدقيقة عن طريق الهرمونات التى تفرزها الامعاء والبنكرياس فى وجود العصارة الصفراء التى تفرزها المرارة وبعد الهضم تتحول الاحماض الدهنية الى الجزء الاخير من الامعاء الدقيقة لكى يتم امتصاصها فى العصارة الليمفاوية لكى تصل اخيرا الى الدم حتى تستقر فى الخلايا الدهنية او الكبد.

وبعد وصول الدهون الى الخلايا الخاصة بها يبدأ التعامل معها تحت تاثير هرمونات تفرز عن طريق البنكرياس ليحدث التوازن بين ترسيبها داخل هذه الخلايا او خروجها الى الدم مرة اخرى.....ولكى يتخلص الجسم من الدهون لا يوجد الا طريق واحد هو طريق الاكسدة فى الخلايا التى تحتوى على ما يسمى ميتوكوندريا ..... وعند وصول الاحماض الدهنية الى الميتوكوندريا يتم التخلص منها فى صورة حرارة خارجة من الجسم ، ولا يمكن التخلص من هذه الدهون عن طريق البول او العرق كما يدعى من لا يعرف الحقائق الكيميائية الاساسية.

فمن يدعى ان الاحماض الدهنية تخرج عن طريق البول بدون الوصول الى الدم هو شخص لم يمر بالسنوات الاولى فى دراسة الطب والتى يتعلم فيها الطالب ان البول هو افراز من الكلى ولا يمكن ان تمر اى مادة الى البول الا بعد فلترتها فى الكلى ......... و المعضلة فى السمنة هى فى زيادة خروج الدهون من الخلايا الدهنية ولكن للاسف هذه الزيادة تتزامن مع عدم دخولها الى الخلايا التى تستطيع التخلص منها لوجود خلل فى عمل بروتين يسمى كارنيتين وهو المسؤول عن حمل هذه الدهون الى الخلايا التى تتخلص منها وبالتالى فأى ادعاء بان هناك طريقة لزيادة خروج الدهون من الخلايا الدهنية هو ادعاء يتجاهل اصل المشكلة وهو زيادة خروج الدهون الى الدم فى حالات السمنة ولكنها للاسف تترسب على الكبد لتسبب كسل فى عمل الكبد او تستقر فى الدم فى صورة دهون ثلاثية او تعود مرة اخرى الى الخلايا الدهنية.

وبالتالى التغذية الصحيحة هى احد الوسائل القادرة على اخراج الدهون من الجسم لتحسينها عمل الانسولين والكارنيتين والميتوكوندريا...أضف الى ذلك الوسيلة الاخرى هى اعادة ضبط الساعة البيولوجية فى الجسم عن طريق تنظيم النوم ليلا لان الميلاتونين الذى يفرز ليلا اثناء النوم يستطيع زيادة قدرة الجسم على التخلص من الدهون الزائدة.

اما الوسيلة الاخرى فهى انتظام مواعيد تناول الوجبات فهى تؤدى الى انتظام عمل الهرمونات المسؤولة عن الشبع وزيادة خروج الدهون من الجسم فى صورة حرارة......والوسيلة المكملة هى ممارسة الرياضة والرياضة لمن يعانى من وزن زائد تعنى المشى يوميا لمدة مناسبة وعدم ممارسة رياضات تؤدى الى زيادة كبيرة فى ضربات القلب ، اما الوسيلة النهائية المساعدة هى الادوية المعترف بها والموافق عليها من منظمة الادوية والاغذية الامريكية.

اذا علاج السمنة والوزن الزائد هو منظومة متكاملة من عدة وسائل علمية تعتمد على خبرة الطبيب وفهمه العميق لمشكلة السمنة ..... لان الاصل فى العلاج هو الاستدامة اى استدامة الشفاء وبالتالى عند التعامل مع مشكلة السمنة يجب ان تكون هناك خطة ورؤية قصيرة الامد لانقاص الدهون والوزن وتتلازم معها رؤية طويلة الامد للحفاظ على الانجاز الذى تم .... ولا يمكن فصل الرؤيتين عن بعضهما ...فمن يبدأ بشكل علمى وصحيح ويكون عنده تصور واضح وعاقل وصبور لحل هذه المشكلة الطبية المعقدة يستطيع ان ينتهى بحفاظ على الوزن المنشود لاجل طويل.

اما الرؤية التى تعتمد على اسلوب الصدمات والعلاج السريع فهى دائما تنتهى بالفشل ليس فقط فى الحفاظ على الوزن بل ايضا اضعاف الجسم وجعله أكثر مقاومة لمحاولات العلاج المتتالية...... فالنصيحة هى البعد عن الوهم ومواجهة المشكلة بواقعية وطريقة علمية حتى نصل الى حل نهائى يحافظ على اعضاء الجسم الحيوية ولا ينتهى باضرار صحية مستديمة ....... وبالتالى فان تحديد الهدف ووضع الرؤية السليمة التى تقوم على اساس علمى هو الاصل فى علاج السمنة وزيادة الوزن...... اما اللجوء الى اساليب غير علمية رغبه فى نزول سريع فى الوزن بدون الخضوع الى منظومة علاجية متكاملة هو ضرب من الوهم الذى ينتهى دائما باحباط شديد وفشل فى علاج المشكلة.....