فى القرن السابع
عشر(1601-1700) وحتى تاريخ 1650 لم تكن كلمة السمنة (Obesity) معروفة طبيا ولكن كان
يطلق عليها لفظ بدانة (Corpulence ) حتى أطلق لفظ السمنة لأول مرة فى التاريخ عام
1650عن طريق الطبيب الانجليزى توبياس ﭭينر ...وانتشرت سمنة البطن بين الطبقات
الغنية وكانوا يعتبرونها مظهر من مظاهر الثراء مع أن معظم أطباء ذلك القرن قد
اعتبروا السمنة ليست مرضا فى حد ذاتها ولكنها نتيجة اما لكثرة الذنوب!!! او لمرض
آخر.
أما القرن الثامن
عشر(1701-1800) وهو مايعرف بعصر التنوير فى الفلسفة الاوروبية(Siècle des Lumières)
ففد امسك د/ فليمنج عام 1760 بجوهر السمنة كمرض مستقل بذاته وقال مقولته الشهيرة (
البدانة عندما تزيد عن الحد الطبيعى يمكن ان تعتبر مرضا قائما بذاته لانها تعيق
سهولة الحركة ويمكن ان تؤدى الى تقصير عمر الانسان لأنها تقود الجسم الى مسارات غير
آمنة)
أما فى القرن التاسع عشر
(1801-1900) فقد لمس الطبيب الانجليزى وليام وادد لب مرض السمنة وهو فقد القدرة على
التحكم فى كمية الطعام عند الجلوس على المائدة وهو ما يؤدى الى زيادة نسبة الدهون
فى الجسم , وفى عام 1825 اعلن د/ جون ساﭭاريين فى كتابه الشهر (physiology of taste
) مقولة خطيرة جدا وهى ان ما يعرف بالنظام الغذائى سريع التأثير خطير ويؤدى الى
الوفاة وضرب مثلا باستخدام الخل والانقاص الكامل للكربوهيدات فى النظام الغذائى.
وحقيقة قد وقفت كثيرا امام هذا العالم الانجليزى الذى استطاع فى نقص من الامكانيات
المعملية أن يصل الى معلومة هامة جدا وللأسف حتى يومنا هذا لا يعيرها أحد أى انتباه
وهى أن النزول السريع فى الوزن عن طريق بعض الأنظمة الغير صحية يؤدى الى الوفاة
...وللاسف كثيرا ما أتساءل هل النفس البشرية التواقة الى نتيجة سريعة هى ماتجبر بعض
الأطباء الى ممارسات غير صحية ام ان العيب فى بعض الأطباء اما لعدم درايتهم أو
رغبتهم فى ارضاء زوارهم!!!
وبدأ الحديث فى عام 1830
عن الأنظمة الغذائية لعلاج السمنة عن طريق الطبيب الأمريكى جراهام والذى وصف النظام
النباتى الخالى من اللحوم لعلاج السمنة ولكن الناس لم يقبلوا بهذه الطريقة ووصفوا
من يتبعها بأنه مريض وشكله رث .
اما فى عام 1850فأبدع
الكيميائى الألمانى Justus Freiherr Von Leibig ( 1803-1873) فى اكتشاف خروج الطاقة
نتيجة اندماج الكربوهيدرات والدهون بالاكسجين - وهذا العالم يعتبرالأب الروحى
لصناعة المخصبات النباتية - ونتيجة لنظرية هذا العالم أصبحت الكربوهيدرات والدهون
هى المصدر لزيادة الوزن مم أدى الى انقطاع الكثير من الناس فى ذلك الوقت عن هذين
المصدرين الغذائيين وصولا الى درجة التجويع حتى الوفاة.
ونستكمل فى المقال القادم
استعراض تاريخ السمنة.......
|