تعامل القدماء المصريون
مع السمنة وكأنها عار ووصفوا بها أعداءهم وكذلك اعتبروها مرضا يصيب الانسان وذلك من
خلال رسوماتهم ...ومع هذا فقد نشرت بعض المقالات معلومات مغلوطة عن بعض ملوكهم
بأنهم كانوا يعانون من السمنة كالملكة حنشبسوت والملك رمسيس الثالث ...وقد قمت
بالبحث فى الدراسات المتعددة التى تناولت مومياء الملكة حتشبسوت وانتهيت الى أن
المعلومات التى نشرت ببعض المقالات غير دقيقة بأنها –حتشبسوت-كانت تعانى من السمنة
والسكر ...وقد نشر الدكتور زاهى حواس مقال بعنوان Quest for the Mummy of
Hatshepsut The وقد شكك أن المومياء K60 تعود الى الملكة حتشبسوت وأشار الى هذه
المومياء تعود الى المرضعة التى كانت تستعين بها حتشبسوت وأن المومياء KV20 هى التى
تخص حتشبسوت ....وكذلك الأمر بالنسبة للملك رمسيس الثالث فالرسومات الخاصة به وكذلك
المومياء التى تخصه تشكك كثيرا فى معاناته من السمنة ...والغريب ان مقالا كتبه د
مايكل ايديس وهو يتبنى نظرية Protein Power قد بنى أمرا واقعا فى علاج السمنة بناء
على معلومات غير دقيقة وافترض بأن المصريين القدماء عانوا من السمنة بدليل مومياء
الملكة حتشبسوت لأنهم كانوا يعتمدون على السكريات والخضروات والحبوب فى غذائهم وشكك
بأن الحبوب والخضروات قد لا تفيد فى علاج السمنة ليدعم نظرية Low Carb ..ومع
الافتراض جدلا بان KV60 تخص الملكة حتشبسوت فهل تبنى النظريات لأن مومياء وجدت
تعانى من السمنة !!!وهل تبنى النظريات أيضا من خلال مومياء واحدة لشعب كامل عاش
أكثر من الفين وسبعمائة سنة تحت حكم ثلاثين اسرة حاكمة ...مع العلم بأنى شخصيا من
المؤيدين لهذه النظرية فى علاج بعض حالات السمنة ولكن بشكل مختلف ولفترة وجيزة لا
تتجاوز اسبوع شهريا.
فنظرية انقاص كمية
الكربوهيدرات فى صورة النشويات والقمح والخضروات والفاكهة الى الحد الأدنى الذى لا
يتجاوز 50 جم يوميا تشير الى أن من يعانى من السمنة لا يستطيع التعامل مع النشويات
بشكل كامل نظرا لوجود خلل فى عمل (اتوبيس الكارنيتين)
وهو المسؤول عن دخول الأحماض الدهنية الى الخلية ليتم أكسدتها وبالتالى تساهم فى
خروج الطاقة من الجسم فى صورة حرارة أو يمكن أن يستخدمها الجسم فى العمليات الحيوية
للقلب والمخ والأمعاء وغيرها أو اثناء الحركة ....والسؤال
هو ما علاقة النشويات بالاحماض الدهنية ؟
عندما يعانى الجسم من
السمنة لا يستطيع التعامل مع النشويات بالشكل الأمثل وهو دخولها للخلية اما للتحول
الى طاقة او للتخزين فى صورة جليكوجين ومع نشاط الانزيم المسؤول عن تحولها الى
احماض دهنية – وهو مايحدث فى السمنة- تتحول النشويات الى احماض دهنية ولكنها وبسبب
خلل الكارنيتين تبقى فى الدم او تنق الى المخزن المسؤول عن تخزين الدهون وهى
أساسا الخلايا الدهنية ثم بنسب أقل الكبد و الخلية العضلية...وبالتالى فنظرية انقاص
الكربوهيدرات تعمل على عدم زيادة السكريات فى الدم لمنع تحويلها الى دهون ...ولكن
هل تصلح هذه النظرية لعلاج دائم للسمنة ؟ وهل يستطيع شخص طبيعى الامتناع عن تناول
النشويات والسكريات لفترة طويلة ؟ وهل يمكن تثبيت الوزن بعد ذلك ؟ الاجابة عن هذه
الاسئلة جميعا بلا ...وفى مقالات
أخرى سوف اتناول بالتفصيل النظريات المختلفة فى علاج السمنة وكيف يمكن تطبيقها
وفى المقال القادم سوف
نستكمل تاريخ السمنة
|